لو كان للعلم و الجمال أفواه ﻷخبروا العالم عن كنز من كنوز المغرب عن عنوان اﻷصالة و الحضارة عن العاصمة العلمية للمملكة المغربية عن فاس مذينة توافد إليها العديد من دول و جنسيات مختلفة طلبا في العلم فهي مذينة جمعت بين الفن الثقافة العلم و اﻷصالة فأنتجت للعالم تحفة تاريخية لا مثيل لها في منتهى الروعة و اﻹبداع لم تستطع الصمود أمام المعارك و الحروب فقط بل في كل حين تزداد سحرا و أناقة تحدت عنها العديد من المؤرخين و سحر بجمالها الكثير و الكثير من السياح مغاربة و أجانب كما أن تواجد جامعة القرويين يزيدها تميزا و كذلك سكان فاس اﻷصليون يتميزون باﻷناقة و الهمة و الثقافة يقال أن أميوا فاس أفضل من مثقفوا العالم.
من قلب فاس
بدأنا رحلتنا من ساحة البطحاء، ساحة لازالت جدرانها تتحدت عن مكانتها التاريخية كما أن الصورة المهيكلة للتعريف بوثيقة اﻹستقلال بكافة تفاصيلها إضافة إلى جماليتها تعتبر دليلا قويا على الدور الهام الذي لعبته هذه الساحة مند قرون مضت. بعد ذلك اتجهنا نحو الدينامو المحرك للمذينة العتيقة نحو المكان اﻷكثر حركة نحو الطالعة الكبيرة: أو"الطريق الكبرى الصاعدة" هي أوسع شارع في المذينة العتيقة و أطوله، فهي تربط باب المحروق بمركز المذينة العتيقة، و تشكل مع الطالعة الصغرى الشرايين الرئيسيين لهذه المذينة، و تعكس الطالعة الكبيرة الخطوط الكبرى للتوسع الحضري للمذينة، فعلى طول هذا الشريان يمر الزائر أمام بنايات و مآثر تعود إلى حقب مختلفة و يتمثل أحد المآثر الرمزية للطالعة في المركب المعماري و الثقافي البوعنانية، هذا المركب الذي يتكون من مدرسة و دار وضوء و الساعة المائية، و قد بنى هذا المركب السلطان المريني أبو
عنان ما بين 1351و 1357 و ينفتح هذا الشريان على ساحات صغيرة تتميز بأنشطة تجارية و حرفية، حيث بإمكانك أن تجد العديد من المنتوجات المتنوعة: منتوجات نحاسية جلدية خشبية، زرابي أواني خزفية مجوهرات فضية و ذهبية قديمة. الجميل و المميز في كل تلك المنتوجات هو أنها مصنوعة من مواد بسيطة بطريقة تقليدية يدوية أنتجها و أبدعها حرفيين مبدعين جدا.
عنان ما بين 1351و 1357 و ينفتح هذا الشريان على ساحات صغيرة تتميز بأنشطة تجارية و حرفية، حيث بإمكانك أن تجد العديد من المنتوجات المتنوعة: منتوجات نحاسية جلدية خشبية، زرابي أواني خزفية مجوهرات فضية و ذهبية قديمة. الجميل و المميز في كل تلك المنتوجات هو أنها مصنوعة من مواد بسيطة بطريقة تقليدية يدوية أنتجها و أبدعها حرفيين مبدعين جدا.
مرورا بالسقاطين: و هو سوق في ممر متوسط مستقيم محدود بين بابين خشبيين كبيرين يدخل منهما الناس إليه و كانا يغلقان ليلا في ما مضى و يقوم على مراقبتيهما حراس و قد اشتهر هذا السوق بتاريخه العتيق و عرف عدة تغيرات، و تفتح الدكاكين في أعلى ممر عريض نسبيا و تعرض فيها للبيع تجهيزات مختلفة للخيل و البغال قامت بصنعها ورشات متخصصة. كما مرينا بساحة للايدونة، فها نحن في الجزء اﻷكثر أناقة، في ضريح مولاي إدريس،
ضريح في منتهى الروعة و اﻹبداع، فإذا قيل عنه تحفة فنية فهو بالفعل كذلك أو أكثر، تحفة سهر على إنتاجها العديد من الصناع الحرفيين أو باﻷحرى العديد من الفنانين المبدعين من كافة أنواع الحرف. حيث أن جدران الضريح من الزليج الفاسي التقليدي المزركش يأشكال هندسية متقنة و تجانس اﻷلوان مع اﻹضاءة التي عبارة عن ثريات الكريسطال المعلقة بالسقف الذي هو بذاته عبارة هن لوحة فنية خشبية من العود اﻷصيل و كذلك تواجد آية الكرسي منقوشة بالعود يتوسطها إسمه سبحانه و تعالى في قمة اﻹتقان و اﻷصالة،كما توجد آيات أخرى منقوشة بالجبس بخط أكثر من رائع و لوحات تعريفية بالضريح على كل سارية من السواري تتوسط الضريح نافورة أسفلها عبارة عن نجمة هندسية الشكل بألوان زاهية جدا، كما ينتعش الفؤاد بسماعه للقرآن الكريم يتلى فيزيدك انبهارا بالمكان مما يجعلك تتعلق به أكثر. بعدها مرورا بالصفارين حيث أن الصفارين يقومون بإذابة المعدن و باستعمال ألات تقليدية تعتمد على العمل اليدوي يدخلون مواد جديدة، و كان العمل يجمع جنبا إلى جنب المعلمين الحرفيين بمساعديهم المتعلمين تجمع بينهم المودة، اﻹحترام و حب الحرفة فتنتقل المصنوعات من يد ﻷخرى حسب سلسلة إجرائية و تراثية يحتل كل مكانته الخاصة و قد استمدت معالم مجاورة للساحة كامدرسة و الحمام اسميهما من الصفارين، ثم باب بوجلود، وصولا إلى دار الدبغ الشوارة: و هي واحدة من المدابغ الثلاثة المتواجدة في مذينة فاس العتيقة، و هي أشهرها و أكبرها حجما، تتكون المدبغة من عدد كبير من اﻷحواض التي تعالج فيها جلود الماعز و الغنم و البقر، حيث في البداية تستعمل الصودا لعزل و إزالة الصوف عن الجلد، ثم يغسل الجلد في آلة خشبية اسطوانية الشكل أو ما يطلق عليها محليا "الناعورة" بعدها يقوم العمال بإزالة البقايا الصوفية عن الجلد بواسطة آلة حديدية حادة كالسيف ثم تتم إزالة الرائحة باستعمال ماء الجير ثم ينقل الجلد إلى محطة أخرى من أجل التلوين : و زلك بغسل الجلود أولا بماء الجير و "زق الحمام" قبل الذخول في عملية حفظ اﻷلوان، يجدر بنا الذكر أن الألوان طبيعية نباتية 100% كاللون اﻷصفر مثلا الذي يستخلص من الزعفران و قشور الرمان الذي يستعمل غالبا لصنع البلغة و يعتبر من أغلى، أفضل و أجود أنواع الجلد، أما الصوف بعد عملية تنشيفها يقومون بغزله و تحويله إلى خيوط صوفية تستعمل للزرابي أو الجلباب الصوفي على سبيل المثال كما أنه عند سطح دار الدبغ يمكنك كشف سرا من أسرار فاس الدفينة ألا و هو التمكن من رؤية و تأمل فاس بأكملها، منظرا ساحرا تقشعر له اﻷبدان.
ضريح في منتهى الروعة و اﻹبداع، فإذا قيل عنه تحفة فنية فهو بالفعل كذلك أو أكثر، تحفة سهر على إنتاجها العديد من الصناع الحرفيين أو باﻷحرى العديد من الفنانين المبدعين من كافة أنواع الحرف. حيث أن جدران الضريح من الزليج الفاسي التقليدي المزركش يأشكال هندسية متقنة و تجانس اﻷلوان مع اﻹضاءة التي عبارة عن ثريات الكريسطال المعلقة بالسقف الذي هو بذاته عبارة هن لوحة فنية خشبية من العود اﻷصيل و كذلك تواجد آية الكرسي منقوشة بالعود يتوسطها إسمه سبحانه و تعالى في قمة اﻹتقان و اﻷصالة،كما توجد آيات أخرى منقوشة بالجبس بخط أكثر من رائع و لوحات تعريفية بالضريح على كل سارية من السواري تتوسط الضريح نافورة أسفلها عبارة عن نجمة هندسية الشكل بألوان زاهية جدا، كما ينتعش الفؤاد بسماعه للقرآن الكريم يتلى فيزيدك انبهارا بالمكان مما يجعلك تتعلق به أكثر. بعدها مرورا بالصفارين حيث أن الصفارين يقومون بإذابة المعدن و باستعمال ألات تقليدية تعتمد على العمل اليدوي يدخلون مواد جديدة، و كان العمل يجمع جنبا إلى جنب المعلمين الحرفيين بمساعديهم المتعلمين تجمع بينهم المودة، اﻹحترام و حب الحرفة فتنتقل المصنوعات من يد ﻷخرى حسب سلسلة إجرائية و تراثية يحتل كل مكانته الخاصة و قد استمدت معالم مجاورة للساحة كامدرسة و الحمام اسميهما من الصفارين، ثم باب بوجلود، وصولا إلى دار الدبغ الشوارة: و هي واحدة من المدابغ الثلاثة المتواجدة في مذينة فاس العتيقة، و هي أشهرها و أكبرها حجما، تتكون المدبغة من عدد كبير من اﻷحواض التي تعالج فيها جلود الماعز و الغنم و البقر، حيث في البداية تستعمل الصودا لعزل و إزالة الصوف عن الجلد، ثم يغسل الجلد في آلة خشبية اسطوانية الشكل أو ما يطلق عليها محليا "الناعورة" بعدها يقوم العمال بإزالة البقايا الصوفية عن الجلد بواسطة آلة حديدية حادة كالسيف ثم تتم إزالة الرائحة باستعمال ماء الجير ثم ينقل الجلد إلى محطة أخرى من أجل التلوين : و زلك بغسل الجلود أولا بماء الجير و "زق الحمام" قبل الذخول في عملية حفظ اﻷلوان، يجدر بنا الذكر أن الألوان طبيعية نباتية 100% كاللون اﻷصفر مثلا الذي يستخلص من الزعفران و قشور الرمان الذي يستعمل غالبا لصنع البلغة و يعتبر من أغلى، أفضل و أجود أنواع الجلد، أما الصوف بعد عملية تنشيفها يقومون بغزله و تحويله إلى خيوط صوفية تستعمل للزرابي أو الجلباب الصوفي على سبيل المثال كما أنه عند سطح دار الدبغ يمكنك كشف سرا من أسرار فاس الدفينة ألا و هو التمكن من رؤية و تأمل فاس بأكملها، منظرا ساحرا تقشعر له اﻷبدان.
و هنا انتهت رحلتنا المميزة التي تمكنا من خلالها استكشاف كنز من كنوز المملكة المغربية و كلنا شوقا إلى الرحلة القادمة